فصل: قال نظام الدين النيسابوري في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ الجمهور: بضم الياء وفتح الزاي، الكفور رفعًا؛ وحمزة والكسائي: بالنون وكسر الزاي، الكفور نصبًا.
وقرأ مسلم بن جندب: يجزي مبنيًا للمفعول، الكفور رفعًا، وأكثر ما يستعمل الجزاء في الخير، والمجازاة في الشر، لكن في تقييدهما قد يقع كل واحد منهما موقع الآخر.
{وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة} جاءت هذه الجملة بعد قوله: {وبدلناهم} وذلك أنه لما ذكر ما أنعم به عليهم من جنتيهم، وذكر تبديلها بالخمط والأثل والسدر، ذكر ما كان أنعم به عليهم من اتصال قراهم، وذكر تبديلها بالمفاوز والبراري.
وقوله: {وجعلنا} وصف تعالى حالهم قبل مجيء السيل، وهو أنه مع ما كان منهم من الجنتين والنعمة الخاصة بهم، كان قد أصلح لهم البلاد المتصلة بهم وعمرها وجعلها أربابها، وقدّر السير بأن قرب القرى بعضها من بعض.
قال ابن عطية: حتى كان المسافر من مأرب إلى الشام يبيت في قرية ويقيل في أخرى، ولا يحتاج إلى حمل زاد.
والقرى: المدن، ويقال للجمع الصغير أيضًا قرية.
والقرى التي بورك فيها بلاد الشام، بإجماع من المفسرين.
والقرى الظاهرة هي التي بين الشأم ومأرب، وهي الصغار التي هي البوادي. انتهى.
وما ذكره من أن القرى التي بورك فيها هي قرى الشام بإجماع ليس كما ذكر، قال مجاهد: هي السراوي.
وقال وهب: قرى صنعاء.
وقال ابن جبير: قرى مأرب.
وقال ابن عباس: قرى بيت المقدس.
وبركتها: كثرة أشجارها أو ثمارها.
ووصف قرى بظاهرة، قال قتادة: متصلة على الطريق، يغدون فيقيلون في قرية، ويروحون فيبيتون في قرية.
قيل: كان كل ميل قرية بسوق، وهو سبب أمن الطريق.
وقال المبرد: ظاهرة: مرتفعة، أي في الآكام والظراب، وهو أشرف القرى.
وقيل: ظاهرة، إذا خرجت من هذه ظهرت لك الأخرى.
وقيل: ظاهرة: معروفة، يقال هذا أمر ظاهر: أي معروف، وقيل: ظاهرة: عامرة.
وقال ابن عطية: والذي يظهر لي أن معنى ظاهرة: خارجة عن المدة، فهي عبارة عن القرى الصغار التي هي في ظواهر المدن، كأنه فصل بهذه الصفة بين القرى الصغار وبين القرى المطلقة التي هي المدن.
وظواهر المدن: ما خرج عنها في الفيافي والفحوص، ومنه قولهم: نزلنا بظاهر فلاة أي خارجًا عنها، وقوله: {ظاهرة} تظهر، تسميه الناس إياها بالبادية والضاحية، ومن هذا قول الشاعر:
فلو شهدتني من قريش عصابة ** قريش البطاح لا قريش الظواهر

يعني: الخارجين من بطحاء مكة.
وفي الحديث: «وجاء أهل الضواحي يسكنون الغرف» {وقدّرنا فيها السير} قد ذكر أن الغادي يقيل في قرية، والرائح في أخرى، إلى أن يصل إلى مقصوده آمنًا من عدو وجوع وعطش وآفات المسافر.
قال الضحاك: مقادير المراحل كانت القرى على مقاديرها.
وقال الكلبي: مقادير المقيل والمبيت، وقال القتبي: بين كل قرية وقرية مقدار واحد معلوم، وقيل: بين كل قريتين نصف يوم، وهذه أقوال متقاربة.
والظاهر أن قوله: {سيروا} أمر حقيقة على لسان أنبيائهم.
وقال الزمخشري: ولا قول ثم، ولكنهم لما مكنوا من السير، وسويت لهم أسبابه، فكأنهم أمروا بذلك وأذن لهم فيه. انتهى.
ودخول الفاء في قوله فكأنهم لا يجوز، والصواب كأنهم لأنه خبر لكنهم.
وقال قتادة: كانوا يسيرون مسيرة أربعة أشهر في أمان، ولو وجد الرجل قاتل ابنه لم يهجه، وكان المسافر لا يأخذ زادًا ولا سقاء مما بسط الله لهم من النعم.
وقال الزمخشري: {سيروا فيها} إن شئتم بالليل، وإن شئتم بالنهار، فإن الأمن فيها لا يختلف باختلاف الأوقات؛ أو سيروا في آمنين ولا تخافون، وإن تطاولت مدة أسفاركم فيها وامتدت أيامًا وليالي؛ أو سيروا فيها لياليكم وأيامكم مدة أعماركم، فإنكم في كل حين وزمان لا تلقون فيها إلا آمنين. انتهى.
وقدم الليالي، لأنها مظنة الخوف لمن قال: ومنّ عليهم بالأمن، حتى يساوي الليل النهار في ذلك.
ولما طالت بهم مدة النعمة بطروا وملوا العافية، وطلبوا استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، كما فعلت بنو إسرائيل، وقالوا: لو كان جني ثمارنا أبعد لكان أشهى وأغلى قيمة، فتمنوا أن يجعل الله بينهم وبين الشام مفاوز ليركبوا الرواحل فيها ويتزودوا الأزواد فقالوا: {ربنا باعد وبين أسفارنا}.
وقرأ جمهور السبعة: ربنا بالنصب على النداء، باعد: طلب؛ وابن كثير، وأبو عمرو، وهشام: كذلك، إلا أنهم شددوا العين؛ وابن عباس، وابن الحنفية، وعمرو بن فائد: ربنا رفعًا، بعد فعلًا ماضيًا مشدد العين؛ وابن عباس أيضًا، وابن الحنفية أيضًا؛ وأبو رجاء، والحسن، ويعقوب، وأبو حاتم، وزيد بن علي، وابن يعمر أيضًا؛ وأبو صالح، وابن أبي ليلى، والكلبي، ومحمد بن علي، وسلام، وأبو حيوة: كذلك، إلا أنه بألف بين الباء والعين؛ وسعيد بن أبي الحسن أخي الحسين، وابن الحنفية أيضًا، وسفيان بن حسين، وابن السميفع: ربنا بالنصب، بعد بضم العين فعلًا ماضيًا بين بالنصب، إلا سعيدًا منهم، فضم نون بين جعله فاعلًا، ومن نصب، فالفاعل ضمير يعود على السير، أي أبعد السير بين أسفارنا، فمن نصب ربنا جعله نداء، فإن جاء بعده طلب كان ذلك أشرًا منهم وبطرًا وإن جاء بعد فعلًا ماضيًا كان ذلك شكوى مما أحل بهم من بعد الأسفار التي طلبوها أولًا، ومن رفع ربنا فلا يكون الفعل إلا ماضيًا، وهي جملة خبرية فيها شكوى بعضهم إلى بعض مما حل بهم من بعد الأسفار.
ومن قرأ باعد، أو بعد بالألف والتشديد، فبين مفعول، به لأنهما فعلان متعديان، وليس بين ظرفًا.
ألا ترى إلى قراءة من رفعه كيف جعله اسمًا؟ {فكذلك} إذا نصب وقرىء بعد مبنيًا للمفعول.
وقرأ ابن يعمر: بين سفرنا مفردًا؛ والجمهور: بالجمع.
{وظلموا أنفسهم} عطف على {فقالوا}.
وقال الكلبي: هو حال، أي وقد ظلموا أنفسهم بتكذيب الرسل.
{فجعلناهم أحاديث} أي عظاة وعبرًا يتحدث بهم ويتمثل.
وقيل: لم يبق منهم إلا الحديث، ولو بقي منهم طائفة لم يكونوا أحاديث.
{ومزقناهم كل ممزق} أي تفريفًا، اتخذه الناس مثلًا مضروبًا، فقال كثير:
أيادي سبايا عز ما كنت بعدكم ** فلم يحل للعينين بعدك منظر

وقال قتادة: فرقناهم بالتباعد.
وقال ابن سلام: جعلناهم ترابًا تذروه الرياح.
وقال الزمخشري: غسان بالشام، وأنمار بيثرب، وجذام بتهامة، والأزد بعمان؛ وفي التحرير وقع منهم قضاعة بمكة، وأسد بالبحرين، وخزاعة بتهامة.
وفي الحديث أن سبأ أبو عشرة قبائل، فلما جاء السيل على مأرب، وهو اسم بلدهم، تيامن منهم ستة قبائل، أي تبدّدت في بلاد اليمن: كندة والأزد والسفر ومذحج وأنمار، التي منها بجيلة وخثعم، وطائفة قيل لها حجير بقي عليها اسم الأب الأول؛ وتشاءمت أربعة: لخم وجذام وغسان وخزاعة، ومن هذه المتشائمة أولاد قتيلة، وهم الأوس والخزرج، ومنها عاملة وغير ذلك.
{إن في ذلك لآيات} أي في قصص هؤلاء لآية: أي علامة.
{لكل صبار} عن المعاصي وعلى الطاعات.
{شكور} للنعم.
والظاهر أن الضمير في {عليهم} عائد على من قبله من أهل سبأ، وقيل: هو لبني آدم.
وقرأ ابن عباس، وقتادة، وطلحة، والأعمش، وزيد بن علي، والكوفيون: {صدّق} بتشديد الدال، وانتصب {ظنه} على أنه مفعول بصدق، والمعنى: وجد ظنه صادقًا، أي ظن شيئًا فوقع ما ظن.
وقرأ باقي السبعة: بالتخفيف، فانتصب ظنه على المصدر، أي يظن ظنًا، أو على إسقاط الحرف، أي في ظنه، أو على المفعول به نحو قولهم: أخطأت ظني، وأصبت ظني، وظنه هذا كان حين قال: {لأضلنهم} {ولأغوينهم} وهذا مما قاله ظنًا منه، فصدق هذا الظن.
وقرأ زيد بن علي، والزهري، وجعفر بن محمد، وأبو الجهجاه الأعرابي من فصحاء العرب، وبلال بن أبي برزة: بنصب إبليس ورفع ظنه.
أسند الفعل إلى ظنه، لأنه ظنًا فصار ظنه في الناس صادقًا، كأنه صدقه ظنه ولم يكذبه.
وقرأ عبد الوارث عن أبي عمر: وإبليس ظنه، برفعهما، فظنه بدل من إبليس بدل اشتمال.
{فاتبعوه} أي في الكفر.
{إلاّ فريقًا} هم المؤمنون، ومن لبيان الجنس، ولا يمكن أن تكون للتبعيض لاقتضاء ذلك، إن فريقًا من المؤمنين اتبعوا إبليس.
وفي قوله: {إلا فريقًا} تقليل، لأن المؤمنين بالإضافة إلى الكفار قليل، كما قال: لاحتنكن ذريته إلا قليلًا.
{وما كان له} أي لإبليس، {عليهم من سلطان} أي من تسلط واستيلاء بالوسوسة والاستواء، ولا حجة إلا الحكمة بينه وبين تميز المؤمن بالآخرة من الشاك فيها.
وعلل التسلط بالعلم، والمراد ما تعلق به العلم، قاله الزمخشري.
وقال ابن عطية: {إلا لنعلم} موجودًا، لأن العلم متقدم أولًا. انتهى.
وقال معناه ابن قتيبة، قال: لنعلم حادثًا كما علمناه قبل حدوثه.
وقال قتادة: ليعلم الله به المؤمن من الكافر عامًا ظاهرًا يستحق به العقاب والثواب؛ وقيل: ليعلم أولياؤنا وحزبنا.
وقال الحسن: والله ما كان له سوط ولا سيف، ولكنه استمالهم فمالوا بتزيينه. انتهى.
كما قال تعالى عنه: {ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي} وقرأ الزهري: إلا ليعلم، بضم الياء وفتح اللام، مبنيًا للمفعول.
وقال ابن خالويه: إلا ليعلم من يؤمن بالياء.
{وربك على كل شيء حفيظ} إما للمبالغة عدل إليها عن حافظ، وإما بمعنى محافظ، كجليس وخليل.
والحفظ يتضمن العلم والقدرة، لأن من جهل الشيء وعجز لا يمكنه حفظه. اهـ.

.قال نظام الدين النيسابوري في الآيات السابقة:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)}.
التفسير:
قال في التفسير الكبير: السور المفتتحة بالحمد خمس: ثنتان في النصف الأول الأنعام والكهف، وثنتان في النصف الأخير هذه والملائكة والخامسة وهي الفاتحة تقرأ مع النصف الأول ومع النصف الأخير، وذلك لأن المكلف له حالتان الإبداء والإعادة وفي كل حالة لله علينا نعمتان: نعمة الإيجاد ونعمة الإبقاء فأشار في أوّل الأنعام إلى نعمة الإيجاد الأول بدليل قوله تعالى: {هو الذي خلقكم من طين} [الآية: 2] واشار في أوّل الكهف إلى إنزال الكتاب الذي به يتم نظام العالم ويحصل قوام معاش بني آدم، وأشار في أوّل هذه السورة إلى نعمة الإيجاد الثاني بدليل قوله تعالى: {وله الحمد في الآخرة} وأشار في أوّل سورة الملائكة غلى الإبقاء الأبدي بدليل قوله: {جاعل الملائكة رسلًا} [فاطر: 1] والملائكة بأجمعهم لا يكونون رسلًا إلا يوم القيامة يرسلهم الله مسلمين على المسلمين كقوله: {وتتلقاهم الملائكة} [الأنبياء: 103] وقال تعالى في تحيهم: {سلام عليكم طبتم} [الزمر: 73] وفاتحة الكتاب حيث تشتمل على نعمة الدنيا بقوله: {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2] وعلى نعمة الآخرة بقوله: {مالك يوم الدين} [الفاتحة: 4] يقرأ في الافتتاح وفي الاختتام. واعلم أنه تعالى وصف نفسه في أول هذه السورة بأن له ما في السموات وما في الأرض إيذانًا بأنه كونه مالكًا لكل الأشياء يوجب كونه محمودًا على كل لسان، لأن الكل إذا كان له فكل من ينتفع بشيء من ذلك كان مستنفعًا بنعمه. ثم صرح بأن له الحمد في الآخرة تفضيلًا لنعم الآخرة على نعم الدنيا وإيذانًا بأنها هي النعمة الحقيقية التي يحق أن يحمد عليها ويثنى عليه ن أجلها مع إفادة الاختصاص بتقديم الظرف {وهو الحكيم} في الابتداء {الخبير} بالانتهاء. ثم أكد علمه بقوله: {يعلم ما يلج في الأرض} أي يدخل فيها من المياه والحبات والكنوز والأموات {وما يخرج منها}.
من الشجر والنبات ومياه الآبار والجواهر والمعدنيات {وما ينزل من السماء} من الأمطار والأرزاق وأنواع البركات والوحي {وما يعرج فيها} من الملائكة وأعمال العباد.
وقد اشار بقوله: {فيها} دون أن يقول إليها إلى أن الأعمال الصالحة مقبولة والنفوس الزكية واصلة، قد ينتهي الشيء إلى الشيء ولا ينفذ فيه ولا تصل به {وهو الرحيم} حين الإنزال {الغفور} وقت عروج الأعمال للمفرطين في الأقوال والأفعال. ثم بين أن نعمة الآخرة بإتيان الساعة الآخرة قد ينكرها قوم ثم رد عليهم بقوله: {بلى} وأكد ذلك بقوله: {وربي} ثم برهن على ذلك بقوله: {عالم الغيب} لأن العالم بجميع الأشياء عالم بأجزاء الأحياء قادر على جمعها كما بدأها. وفي قوله: {لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض} إشارة إلى أن الإنسان له جسم أرضي وروح سماوي، فالعالم بما في العالمين القادر على تأليفهما قادر على إعادتهما على ما كانا عليه. وإنما ذكر الأكبر مع أن الأصغر هو اللائق بالمبالغة لئلا يتوهم متوهم أن الصغار تثبت لكونها تنسى أما الأكبر فلا ينسى فلا حاجة إلى إثباته، بل المراد أن الصغير والكبير مثبت في الكتاب وقد مر نظيره في يونس. وقدم السموات على الأرض موافقة لقوله: {له ما في السموات وما في الأرض} بخلاف يونس فإن المخاطبين في الأرض فقدمت. ثم ذكر غاية الإعادة بقوله: {ليجزي} إلى قوله: {من رجز أليم} ومعنى {سعوا في آياتنا} أي في إبطال آياتنا معاجزين مريدين تعجيز النبيّ في التقرير والتبلي، أو يعجزون من آمن بنا. وقيل: أي مسابقين يحسبون أنهم يفوتوننا. وقال ابن زيد: جاهدين وهو قولهم {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه} [فصلت: 26] وعن قتادة: الرجز سوء العذاب. وحين بين جزاء المؤمن الصالح وعمله والمكذب الساعي العجز علم منه حال غيرهما، فالمؤمن الذي لم يعمل صالحًا يكون له مغفرة من غير رزق كريم، والكافر غير المعاند يكون له عذاب وإن لم يكن من أسوأ أنواعه. ثم بين أن الذين أوتوا العلم لا يغترون بشبهات أهل العناد ويرون ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق ليس الحق إلا هو والنزاع غير لفظي حتى يمكن تصحيح قول المعاند بوجه. وأولو العلم هم اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم: وقيل: هم علماء أهل الكتابين الذين أسلموا. ويرى من فعل القلب مفعولاه الذي مع صلته والحق وهو فصل. وقيل: إن {يرى} معطوف على {ليجزي} فلا وقف على {أليم} أي ويعلم أولو العلم عند مجيء الساعة أنه الحق علمًا لا يزاد عليه في الإيقان ويحتجوا به على المعاند، أو وليعلم من لم يؤمن من الأحبار أنه هو الحق فيزدادوا حسرة. والعزيز إشارة إلى كونه منتقمًا من الساعين في التكذيب، والحميد إشارة إلى أنه يشكر سعي من يصدق ويعمل صالحًا، وقدم صفة الهيبة لأن الكلام مع منكري البعث.